تفاصيل المبادرة

تهدف المبادرة الى تغطية القرى والتجمعات السكانية الريفية التي لم تصلها خدمات الانترنت بأي وسيلة كانت من وسائل الإتصال بحيث يتم ربطها بشبكة الانترنت عبر الأقمار الصناعية حيث يأتي ذلك بعد أن تم تخصيص دعم حكومي مباشر لها، خصوصا بعد جائحة كورونا وما أوجدته من حاجة ملحة لخدمة الانترنت للتمكن من التعلم عن بعد والعمل عن بعد، حيث تم الاتفاق بين هيئة تنظيم الاتصالات والشركة العمانية للنطاق العريض لتنفيذ مشروع انشاء شبكة الإتصالات لتوفير خدمات الإنترنت الثابت للقرى والتجمعات الريفية بدعم حكومي مباشر لمدة عشر سنوات.

بناء على المسوحات الميدانية التي قامت بها هيئة تنظيم الاتصالات ، قامت الهيئة بتحديد القرى التي لم تصل إليها خدمات الانترنت في السلطنة بأي وسيلة كانت من وسائل الإتصال. تم بعد ذلك أخذ ملاحظات أصحاب السعادة المحافظين وأعضاء مجلس الشورى و المواطنين على القائمة الأولية التي تم إعدادها، ليتم بعدها دراسة جميع الطلبات التي وردت للهيئة، وتم إعداد قائمة نهائية تشمل 598 قرية تم تثبيتها كقرى متضمنة في المبادرة. كما تضمنت القائمة عدد 141 مدرسة حكومية لا تزال لم تصلها خدمات الانترنت بعد، يأتي ذلك بعد التنسيق مع وزارة التربية والتعليم من أجل ربط جميع المدارس في السلطنة بخدمات الإنترنت.

لقد اعتمدت منظمة الأمم المتحدة أهدافا للتنمية المستدامة في العام 2015 كما هي موضحة في المخطط الآتي:

تجدر الإشارة هنا إلى أن أهداف التنمية المستدامة التي تم تحقيقها من خلال هذه المبادرة هي:

ساهمت المبادرة الى إيصال خدمات الانترنت لجميع القرى الريفية التي تفتقر لخدمات الإنترنت بأي وسيلة كانت، وبالتالي فقد ساهمت في سد الفجوة الرقمية بين المدن والقرى. كما ساهمت هذه المبادرة في المساواة بين الجنسين بحيث أن الخدمة سيتم توفيرها في المنازل كخدمة انترنت ثابت لاسلكي، وبالتالي فإن جميع الأفراد في المنزل في هذه القرى الريفية من الجنسين سيحضون بإمكانية إستخدام الخدمة والاتصال بالعالم الخارجي. هذا بالإضافة إلى ذلك فإن وصول خدمة الانترنت سيحسن من تقديم الخدمات العامة لهذه القرى، حيث سيتمكن أهالي القرى بإستخدام الخدمات الإلكترونية والتطبيقات الإلكترونية المقدمة من الحكومة دون الحاجة الى مراجعة مراكز المدن.

تم إسناد تنفيذ مشروع المبادرة الى الشركة العمانية للنطاق العريض عبر انشاء شبكة إتصالات تتيح للمشغلين المرخصين توفير خدمات الانترنت الثابت للقرى والتجمعات الريفية على أساس غير حصري ، وذلك من خلال توفير نظام اتصالات لربط المشتركين بأي موفر خدمة أنترنت الثابت المرخص له في السلطنة بالتقنية التي يتم إختيارها، وقد تم إختيار تقنية الأقمار الصناعية لسرعة توصيل الخدمة عبر هذه التقنية. وقد تم تنفيذ المبادرة في زمن قياسي ، حيث بدأت المبادرة فعليا (شهر ابريل 2020) ، وتم وقت التنفيذ الفعلي وتقديم الخدمة ( شهر نوفمبر 2020) ، أي سبعة أشهر فقط. من جهة أخرى، إن التحدي الأكبر الذي واجه المبادرة هو ضيق الوقت، حيث أن تنفيذ مشروع كهذا يتطلب ما لا يقل عن سنتين في الظروف العادية. إلا أنه ونظراً للحاجة الملحة لتوفير خدمة الانترنت في القرى الريفية، وبفضل تكاتف وتعاون جميع الجهات، فقد تم إنجاز المشروع خلال فترة سبعة أشهر فقط.

تم إختيار تقنية الأقمار الصناعية لسرعة توصيل الخدمة عبر هذه التقنية وإمكانية الوصول الى أكبر عدد من القرى في نفس الوقت بغض النظر عن بعدها أو التحديات الجغرافية التي بها، حيث تتطلب تقنيات الاتصالات الأخرى وقت أطول لإنشاءها ومد الكوابل الى المنازل، أو تشييد المحطات في حالة إستخدام خدمات الاتصالات المتنقلة. كما أن التطور الحاصل في تقنيات الاقمار الصناعية جعل من المجدي إستخدام هذه التقنية وتوفير سرعة انترنت عالي، وبالتالي توفير خدمة جيدة للمنتفعين.

إن خدمة الانترنت عبر الأقمار الصناعية ليست بالخدمة الجديدة على مستوى العالم، إلا إنها كانت تستخدم على نطاق ضيق نظراً للكلفة العالية لتقديم الخدمة عبرها. إلا إنه بفضل الدعم الحكومي لتقديم الخدمة في هذه المبادرة، والتطور التقني الذي حصل في التقنية بإستخدام نطاقات ترددية عالية جعل إختيار تقنية الأقمار الصناعية الحل الأمثل لسرعة توفير خدمة الانترنت للقرى الريفية.

لقد تم تقييم خدمة الانترنت التي تم تقديمها من خلال المبادرة للقرى الريفية من نواحي فنية من خلال فحوصات قام بها المختصون من هيئة تنظيم الاتصالات بعد تقديم الخدمة، حيث كانت النتائج جيدة وتبين أنها تعطي مستوى متقدم من الخدمة، حيث يمكن مقارنة هذه الخدمة بخدمة الانترنت السلكي (ADSL) التي يتم تقديمها على نطاق واسع.